مختارات من كتاب المهاتما غاندي جي ’الطريق إلى الله’ - التأمل والتفاني، الجزء 2 من 2

يجب ألا يكون الترديد المُتكرر تعبيرًا شفهيًا وحسب، بل جزءًا من كيانك. لقد قلت أن أخذ راماناما من القلب يعني استخراج المساعدة من قوة لا تضاهى. القنبلة الذرية لا شيء مقارنة بها. تملك هذه القوة القدرة على إزالة كل ألم. ليس ثمة شك على الإطلاق في أن راماناما يحتوي على كل القوة المنسوبة إليه. لا يمكن لأحد بمجرد أمنية تقديس راماناما في قلبه. يتطلب ذلك جهدا دؤوبا مع الصبر.

"من أنا؟ ليس لدي قوة باستثناء ما أعطاني الله. ليس لدي أي سلطة على المواطنين باستثناء الأخلاق النقيّة. إذا قُدّر لي أن أكون أداة نقية لانتشار السلام، فسوف يعطيني القوة ويظهر لي الطريق. أعظم سلاح لدي هو صلاة صامتة. لذلك فإن قضية السلام في أيدي الله الأمينة. لا شيء يحدث إلا بإرادته المُعبّر عنها في قانونه الثابت الأبدي المتمثّل فيه.

يجب أن أمضي مع الله كمرشدي الوحيد. لذلك، على المرء أن يَظهر أمامه بكل وداعة، خالي الوفاض وبروح الاستسلام الكامل، وهو يمكّنك من الوقوف أمام العالم كله ويحميك من كل الأذى. كنت عبدا على استعداد لهذا المعلم الأكثر صرامة لأكثر من نصف قرن. كان صوته مسموعًا بشكل متزايد مع مرور الأعوام. لم يتركني قط في أحلك ساعاتي. لقد أنقذني في كثير من الأحيان من نفسي ولم يترك لي أثرًا من الحريّة. كلما عظُم الاستسلام له عظُمت فرحتي.

يجب أن نتعلم، كل واحد منا، أن يقف وحيدا. الله فقط هو دليلنا المَعصوم والخالد. يساعد الله العاجزين، لا أولئك الذين يعتقدون أن بإمكانهم فعل شيء ما. أولئك الذين وضعوا ثقتهم المُطلقة فيه لا يمكنهم إلا بلوغ أهدافهم. لا أحد يستطيع أن يرى الله وجهاً لوجه ولديه مثقال ذرة من "الأنا" بداخله. لا بدّ أنه سيصبح جفرًا إذا رأى الله.

هذا لا يعني رمي الثروة إذا امتلكها أحدهم، وطرد الزوجة والأطفال خارج الحياة. بل يعني ببساطة أنه يجب على المرء أن يتخلى عن التعلق بهذه الأشياء وأن يكرس كل شيء لله ويستغل مواهبه لخدمته فقط. هذا يعني أيضًا أنه إذا تخلل اسمه في كياننا، فسيتم فطامنا تلقائيًا من كل المشاعر الدنيئة والباطلة والشهوانيّة.

يجب أن نشيد به إلى الأبد وننفذ مشيئته. دعونا نرقص على أنغام الناي الخاص به وسيكون كل شيء على ما يرام.