وقد تم منح البشر نِعَماً هائلة في هذا الوقت للتغيير، ويجب علينا التغيير، حتى يمكن تحويل عالمنا إلى الجنة الخضرية التي كان من المفترض أن يكون عليها.

والآن لدينا برقية محبة باللغة الملايوية، من (محسن) في ماليزيا:

عزيزتي المعلمة الحبيبة، أصلي أن ترعى السماء وتحمي معلمتي في كل لحظة. قبل سنوات عديدة، وقبل أن ألتقي بكِ، قرأت التوراة والإنجيل والقرآن... وأدركتُ أنها مجرد خرائط. لكن النور الذي تشير إليه هذه الكتب موجود في مكان آخر - في مكان أقدم وأعمق وبلا اسم - وبلا اسم - مكان لم يعد البشر يتجادلون فيه حول من هو على حق ومن هو مخطئ بل يحنون رؤوسهم ببساطة للاستماع.

ومنذ ذلك الحين، توجهتُ إلى الداخل وقمتُ بتطهير جسدي. وأدركتُ أن داخل صدري كانت هناك منطقة من الطاقة تتحرك دائماً عندما أتناول طعاماً فيه رائحة الدم القوية. ولم يكن ذلك بسبب حساسية جسدية، بل لأن روحي لم تستطع قبول ذلك. وقارنت نفسي بهدوء مع الكائنات الحية الأخرى. وقمت بمقارنة الإنزيمات الهضمية وأشكال الأسنان وحمض المعدة والجهاز العصبي - وأدركت أن البشر لم يُخلقوا لاستهلاك الجثث. وبعد ذلك، عندما قمت بإزالة لحوم الحيوانات والأسماك والبيض وحليب البقر والعسل... ولم أتناول سوى الخضروات والماء النظيف، شعرتُ بسلام لم أعرفه من قبل. ثم التقيت بكِ وتعلمتُ التأمل بطريقة (كوان يين). وفي الآونة الأخيرة، كنتُ أتابع "قناة سوبريم ماستر التلفزيونية" وأكتسب المزيد من الأفكار المفيدة.

وعندما يناقش العلماء تغير المناخ، يلقي الكثير منهم اللوم على الوقود الأحفوري. لكن قلة منهم يجرؤون على قول الحقيقة، وهي أن صناعة الثروة الحيوانية هي المتهم الرئيسي. لقد تجاوزت البشرية سبعة من الحدود الكوكبية التسعة. وإذا لم نقم بإجراء تغييرات جذرية قبل عام 2026، فإن الأرض ستدخل مرحلة لا رجعة فيها. والإنسان - في شكله الأصلي - هو من الحيوانات العاشبة. وإذا عدنا إلى الطبيعة، يمكننا تجنب كل الكوارث كل الكوارث الكبرى: الأوبئة والانقراض وحرائق الغابات وارتفاع منسوب مياه البحار والمجاعة والفيضانات وذوبان الجليد... ولن يتغير شيء ما لم يغير البشر طريقة حياتهم.

وقد أظهر لنا الله تعالى، من خلال المعلمة، الطريق الوحيد للبقاء على قيد الحياة: 96% من البشرية يجب أن يعتمدوا نمط العيش الخضري. وأتفهم أن هذا صعب للغاية. لأن البشرية مرتبطة بخيوط غير مرئية لا حصر لها - الثقافة والتقاليد والإيمان وحتى... الطعام. ولكن، أيتها المعلمة، أنتِ تقودين معركة مستمرة من أجل المحبة وخلاص البشرية. ويشرفني ويسعدني للغاية أن أقف معكِ. (محسن) من ماليزيا

الأخ المبدئي (محسن)، شكراً لك على رسالتك.

والمعلمة تشارك هذه الرسالة من قلبها إلى قلبك: "الأخ (محسن) ذو الضمير الحي، شكرًا لك على السير معي على نفس طريق التنوير والتقدم بثبات إلى الأمام. إنك مفكر عميق أدرك طريق السماء من خلال تطبيق ذكائه الممنوح من الله والتوصل إلى استنتاجات حكيمة حول طبيعة الحياة وكيف ينبغي لنا أن نعيشها وفقاً لإرادة الله. وليس من السهل قطع الخيوط غير المرئية التي ذكرتها، ومع ذلك، لا بد من القيام بذلك. وقد تم منح البشر نِعَماً هائلة في هذا الوقت للتغيير، ويجب علينا التغيير، حتى يمكن تحويل عالمنا إلى الجنة الخضرية التي كان من المفترض أن يكون عليها. وإذا تمكّنا من القيام بذلك معاً، فإننا سنشهد تحولاً عميقاً، على الصعيدين الفردي والجماعي، لا نستطيع أن نتخيله. عسى أن يتم ذلك وفق مشيئة الله! أتمنى لك وللشعب الماليزي النابض بالحياة أن تحظوا ببركات السماء كل يوم. الحب، الحب".